في حلقة مثيرة لبرنامج "موقع بديل"، استضاف الإعلامي حميد الفقيه إدريس الإدريسي، الذي يحكم عليه مؤخرًا بالسجن ثلاثة أشهر نافذة بتهمة "السب والقذف واهانة موظف"، بعد أن كان الحكم الابتدائي شهرًا موقوف التنفيذ. الحلقة سلطت الضوء على قضية أثارت ردود فعل واسعة، وفتحت نقاشًا حادًا حول الفساد واستقلالية القضاء وخطاب الدين في المغرب.
**تفاصيل القضية:**
* **أصل النزاع:** يدور الخلاف حول اتهامات قدمها الإدريسي، رئيس المجلس العلمي بخنيفرة سابقًا، بتزوير محضر اختيار إمام لمسجد، حيث يدعي أن مترشحًا حصل على المرتبة الأولى (عبد الحق الجبوري) تم إقصاؤه لصالح آخر لأسباب غير موضوعية. وقد قدّم الإدريسي شكاوى مباشرة ودعاوى قضائية، اتهم فيها رئيس المجلس العلمي (الخصم) بالتزوير.
* **المسار القضائي:** حكم على الإدريسي ابتدائيًا بشهر سجن موقوف التنفيذ، بينما حكم على رئيس المجلس العلمي بثلاثة أشهر موقوفة. وفي الاستئناف، تم تغيير حكم الإدريسي إلى ثلاثة أشهر نافذة، بينما تم إلغاء حكم الخصم (عدم القبول). ويرى الإدريسي تعارضًا في هذه الأحكام، خاصة بعد أن قدم شهودًا في الجلسات أكدوا وقوع التزوير.
* **دور النيابة العامة:** تساءل الإدريسي عن سبب حفظ النيابة العامة للشكاية التي تقدم بها رغم وجود شهود، معتبرًا أن ذلك إهمال للجريمة المزعومة.
**مواقف وأطروحات الفقيه الإدريسي:**
1. **ثبات التزوير:** أكد أن شهودًا (من بينهم أعضاء في لجنة الاختبار) أدلوا بشهادات أمام المحكمة تؤكد حصول التزوير وتغيير المحاضر لصالح مترشح آخر.
2. **الدفاع عن الأمانة:** وصف قضيته بأنها دفاع عن "أمانة أمير المؤمنين" وحقوق الناس التي تُهدر داخل بيوت الله (المساجد)، مؤكدًا أنه لم يسيء لأحد بل كشف عن فساد.
3. **سكوت المؤسسات:** حمّل وزارة الأوقاف والمجلس العلمي مسؤولية السكوت عن الفساد لسنوات، مما دفعه للخروج إلى الإعلام والرأي العام بعد أن "أغلقت دونه جميع الأبواب".
4. **استهداف الفقهاء:** اعتبر أن ما يتعرض له جزء من حملة لاستهداف الفقهاء والخطباء المستقلين، وتحويل المنابر لخدمة أطراف سياسية معينة، نافيًا أن يكون خطابه متطرفًا أو مخالفًا للثوابت.
5. **تأثير الحكم على الأسرة:** كشف عن المعاناة النفسية والعائلية التي خلفها الحكم والسجال الدائر، خاصة وأن زوجته مريضة ووالدته طريحة الفراش، لكنه أكد تصميمه على المضي قدماً في معركته.
**نقاط خلافية أثيرت في الحوار:**
* **تعارض الأحكام:** تساؤلات حول سبب تحول حكم الإدريسي من موقوف إلى نافذ وتشديده، بينما ألغي حكم الخصم.
* **حياد القضاء:** طرح الإدريسي تساؤلات حول إجراءات المحكمة وسرعة البت في القضية ورفض تأجيلها رغم طلب دفاعه.
* **دور الإعلام:** أشاد الإدريسي بتضامن المغاربة والإعلام المستقل (مثل موقع بديل، بريس، السي كبير قشا، السي إبراهيم الوزاني) مع قضيته، معتبرًا ذلك دليلًا على رفض الشعب للظلم.
* **الخطاب الديني والإصلاح:** ناقش الإدريسي مع الإعلامي حميد إشكالية استغلال الخطاب الديني وتسييسه، مؤكدًا على ضرورة استقلال المنبر عن الأجندات السياسية، ودفاعه عن دور الفقيه في نبذ الفساد والمنكر.
**خاتمة:**
اختتم الإدريسي الحلقة بتجديد شكره لكل المغاربة المتضامنين معه، معتبرًا أن المعركة فرضت عليه ولن يتخلى عنها. ودعا إلى يقظة الضمائر ووقفة جادة من قبل "الشرفاء داخل المؤسسات" لمواجهة الفساد، مؤكدًا أن البلاد فيها خير كثير وقادرة على التقدم بفضل جهود الجميع.
هذه القضية تتجاوز الشخص إلى قضايا أوسع تمس الشفافية والحكامة داخل المؤسسات الدينية، واستقلالية القضاء، وحدود حرية التعبير للناشطين والفقهاء، ودور الإعلام والمجتمع المدني في محاربة الفساد.
